الحب الصادق.......
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحب الصادق.......
> >للتضحية وجوه كثيرة، وهذا ما قام به شاب سعودي هو وجه من وجوه التضحية، فقد
> >تزوج فتاة بعد أن بترت ساقاها، ضاربا عرض الحائط برأي كل من قال له لا أمل في
> >نجاتها بعد أن سرت الغرغرينا في جسدها بسبب مرض السكري، لتموت بعد ثمانية أشهر
> >من الزواج. ولم تقف التضحية عند هذه الصدمة بل وبعد ثلاث سنوات على وفاتها لا
> >يزال يعيش على ذكراها. ثلاث سنوات لم يغير أي شيء في منزلهما حتى مكان فرشاة
> >شعرها.
> >
> >داهم الحب قلب خالد البريء وهو لا يزال مراهقا حين تعلقت مشاعره بابنة الجيران
> >التي تصغره ببضع سنوات، وعلى مر الأيام توطدت مشاعر الود بين القلبين الشابين
> >حتى لم يعد أحد من الجيران وأهل الحي ألا ويعلم بقصة الحب هذه، التي أغضبت أهل
> >الفتاة واستنكروها بشدة، بل وحاربوا الفتى من اجل القضاء عليها، ولكنه لم ييأس
> >أو يستسلم، فتقدم لخطبتها مرارا وتكرار بلا كلل، فيما كان يقابل طلبه في كل
> >مرة بالرفض،وبعد أن تدخل القريب والبعيد من اجل التوسط في هذه المسألة رضخ أهل
> >الفتاة أخيرا لطلبه، ومرت مراسم التجهيز لهذا الزواج سريعا حيث تمت الخطبة
> >وتلت ها عقد القران.
> >
> >وفجأة انقلبت الأمور رأسا على عقب وحدث ما لم يكن في الحسبان، بعد أن اكتشف
> >أهل الفتاة أصابتها بمرض السكري، في مرحلة متقدمة، مما أضطر الأطباء لبتر أحدى
> >ساقيها، وبعدها بشهرين لم يلتئم الجرح وانتقلت الغرغرينا للساق الأخرى، فاجبر
> >الأطباء على بتر ساقها الثانية أنقاذا
> >لحياتها ، وبذلك أصبحت العروس الشابة الجميلة التي كانت تنتظر يوم زفافها
> >لحبيبها بفارغ الصبر، مجرد جسد فتاة مقعدة، عندها طلب أهلها منه
> >
> >أن يطلقها ويبحث عن عروس أخرى، وكان هذا أيضا رأي أهله، لكنه رفض طلبهم
> >واستنكر استهتارهم بمشاعرها، وأصر على إتمام الزواج بعد أن تتعافى، ليتزوجها
> >وهي مقعدة !
> >
> >
> >بداية.. النهاية
> >
> >وللتعرف على المزيد من تفاصيل هذه القصة التقينا خالد وهو شاب في أواخر
> >العشرينات من عمره، موظف ناجح في أحدى الشركات الأستثمارية هادىء الملامح،
> >لطيف الطباع، تغلف صوته الرقيق نبرة حزن مثيرة للأهتمام ، بدأ حديثه معنا –على
> >عكس ماتوقعنا- عن قصته من نهايتها،حيث أختلفت المشاهد وتطورت الأحداث وأختلطت
> >المشاعر وقال:
> >لقد عشت مع من ملكت قلبي وملأت علي حياتي في هذا البيت أجمل أيام عمري، كانت
> >ولا تزال بالنسبة لي الحبيبة، الزوجة،الأم والصديقة بصدقها ورقتها وحنانها
> >وعذوبتها، وقد يقول البعض عني((مجنون)) كوني حريصا على وجودها حتى اليوم، ولم
> >يخطر في بالي قط أن أتزوج بأخرى تشاركها
> >قلبي وحياتي ومستقبلي أيضا، ولهم العذر في ذلك فهم لم يعرفوها كما عرفتها. من
> >أجل ذلك كله تحديت الصعاب في حبي لها وصدمت الجميع بزواجي منها ولم أبال فقد
> >كانت تستحق أكثر من ذلك، ولكن بسبب ظروفها الص حية أختصرنا زفافنا على حفل
> >بسيط في منزل والدي.
> >
> >شهر العسل
> >
> >وبعد أنتهاء حفل زواجنا، طرنا لقضاء شهر العسل في ماليزيا، وساعدنا على الحركة
> >كرسيها المتحرك، وهناك حرصت على تعويضها ما أفتقدته من أنوثتها، وأشعرتها
> >بأنها كأي فتاة تمشي على قدمين فكنا نلعب ونسهر كأي زوجين طبيعين، إلا أن
> >الأمر لم يكن يخلو من بعض الأحراج الذي كنا نواجهه من بعض الفضوليين لغرابة
> >منظرنا كعروسين، خاصة في الأماكن العامة، فكثير من الأحيان كانت تخجل من نفسها
> >في طبيعة علاقتها الخاصة بي كزوج، وكنت أتألم لأ لمها وأنا أحاول إفهامها بأني
> >سعيد بوجودها بقربي وأن مرضها لا يشكل عائقا بالنسبة لي.
> >بعد عودتنا من السفر أستقر بنا العيش في شقتنا التي جهزناها مسبقا، وفضلنا
> >السكن جوار أهلها ت حسبا لأي طارىء قد يحدث لها، ومرت الأيام
> >هادئة وبسيطة، أذهب كل يوم لجامعتي حيث ما أزال طالبا في سنة التخصص، بينما
> >تهتم زوجتي بشؤون المنزل وإعداد الطعام على قدر أستطاعتها وتساعدها على الحركة
> >خادمة وكرسيها المتحرك، ثم تجلس تنتظر عودتي، لقد كانت فتاة مرحة ذكية ومستمعة
> >جيدة لمشاريعي وأحلامي وأحباطاتي، فخورة جدا بي تشجعني وتتوقع لي مستقبلا
> >باهرا في مجال تخصصي، حتى أصبح هاجسي في الحياة أن أصل لما تطمح إليه، وأن لا
> >أخيب آمالها يوما ما، كما كانت رغم المرض تحرص على أرضائي كرجل، تعرف كيف
> >تتجمل له وتتدلل عليه، وهذا للأسف ما يفقده الكثير من النساء الكثير من
> >النساء.
> >بعد مرور عدة أشهر على زواجنا بدأت حالتها الصحية تزداد سوءا، ولم تعد للعلاج
> >قدرة على التخفيف من حدة انتشار المرض في جسدها، ولم يبق لي أمل سوى رحمة
> >الله، ومن ثم الحرص على عدم إصابتها بأي حودث، أما هي فقد أخذت معنوياتها في
> >الأنهيار شيئا فشيا وساءت حالتها النفسية كثيرا حتى أستسلمت تمتما للمرض.<
> >/FONT>
> >وفي أحدى الليالي حدثتني عن القضاء والقدر، والأيمان بالله، وأن غيابها يجب أن
> >لا يؤثر في حياتي ومستقبلي، لقد كانت هادئة ورقيقة كعادتها لكنها كانت حزينة
> >وترفض أن أقاطع حديثها وكأنها تودعني، فطمأنتها أنها بخير وأنني سأظل بجوارها
> >وأحتضنها ونمنا تلك طويلا كأننا لم ننعم بنعمة النوم من قبل، ولكني استيقظت في
> >الصباح التالي وحيدا بينما ظلت هي نائمة في سكون للأبد، لقد ماتت بعد أن
> >داهمتها غيبوبة السكر أثناء نومها فغابت عني.
> >
> >بنت الجيران
> >وعن تفاصيل القصة من بدايتها يسترجع خالد ذكرياته المليئة بالمشاعر والصرعات،
> >قائلا:
> >عشنا وتربينا حتى كبرنا أنا وحبيبتي دائما متلازمين، حيث كانوا جيراننا في نفس
> >الحي المتواضع، كانت تربط بين عائلتينا علاقة صداقة قوية وكأننا أهل،وكنا نحن
> >الصبية والفتيات أطفالا نجتمع يوميا لنلهو ونمرح في أزقة الحي، وعندما كبرنا
> >قليلا وبدات ملامح الرجولة المبكرة تظهرعلى معظمنا، بحكم الدين والعادات
> >والتقاليد التي لم ندرك معناها حينها، ولكن صورة صديقتي الحميمة التي طالما
> >لعبت وضحكت معها لم تغب عن مخيلتي لحظة واحدة، وكثيرا ما كنت أشكو لوالدتي
> >بعقلية الطفل البريء عن اشتياقي لها ورغبتي في العودة للعب معها، ولكنها كانت
> >دائما تفاجئني بقولها أنني كبرت وأصبحت رجلا كما كبرت البنت أيضا، ولم نعد
> >أطفالا لنلهو ونلعب، وهكذا أخذت أتحين الفرص كي أراها أو أتحدث معها كسابق
> >عهدنا، أقف عند باب مدرستها أنتظر خروجها، أتطوع دوما لإيصال أي شيء تريد أمي
> >ارساله لبيتها، أزورهم دوما لأسلم على أخوتها أو أسأل عما يحتاجونهم وأقضي
> >بقية يومي أدور حول بيتهم لعلي أحظى برؤيتها. إني أحبها فعلا هذا ما أدركته
> >بمرور الأيام وازداد اهتمامي بها وشوقي لها، كما كانت هي الأخرى تبادلني نفس
> >الشعور ولكن لم يكن بيدها أن تفعل أي شيء
> >
> >العاشق
> >
> >
> >لم يمض وقت طويل حتى علم الحي بأسره بقصتنا، وأخذ البعض يتغامزون بسخرية علي
> >فيرثون لحال العاشق الولهان الذي سيقتله الفراق، حتى وصلت هذه الأحاديث لمسامع
> >أهلها فثار أهلها وأخوتها على هذا الوضع وشكوا لوالدي أفعالي متهمينني
> >بالاساءة اليهم، كما منعوها من الخروج للمدرسة لفترة طويلة، وهكذا حرمت حتى من
> >محاولة رؤيتها ، ولطالما أنبني أهلي على ذلك، ولكني لم أستطع نسيانها أو مجرد
> >التفكير في الأبتعاد عنها ، وكنت متأكدا من أنها تعاني مثلي فساءت صحتي كثيرا،
> >وأصبحت هزيلا خائر القوى شارد الذهن على الدوام، كما أهملت دراستي ولم أعد
> >أخرج للقاء أصدقائي أو أهتم باحتياجات أسرتي، ولما طال بي الوقت على هذه
> >الحالة أشفقت علي والدتي، واقترحت علي أن نتقدم لخطبة حبيبتي،
> >حينها فقط دبت الحياة في جسدي من جديد وعاد ا لأمل في لقائها يتجدد بداخلي،
> >وبالفعل تقدمت لأسرتها أطلب الزواج منها ولكنهم صدموني برفضهم هذا الزواج،
> >فعلى حد قولهم كيف يزوجون ابنتهم يشاب مستهتر مثلي لا يراعي حرمات الجار ولا
> >يخجل من ملاحقة ابنتهم في كل مكان؟ بل هددوا بضربي لو تعرضت لهم ثانية أو
> >حاولت الاتصال بها، ومع ذلك لم أيأس أبدا وعدت لتكرار طلبي مرارا كما توسط لي
> >عندهم العديد من كبار العائلة والأصدقاء حتى جاءت الموافقة وعقدنا القران،
> >وكدت أجن من فرط سعادتي، فها أنا سأجتمع أخيرا بحبيبة العمر.
> >
> >في المستشفى
> >وفي أحد الأيام فوجئت بشقيق خطيبتي يخبرني بأنها مريضة وقد أغمى عليها وتم
> >نقلها للمستشفى،عندها جن جنوني وطرت مسرعا للمستشفى،
> >وقد شل تفكيري وكاد قلبي يتوقف عن النبض، وعندما وصلت منعوني من رؤيتها بزعم
> >أن حالتها لا تسمح بذالك، فأخذت أسأل الجميع عما أصابها،
> >ولكني لم أحصل على جواب شاف، وتكررت زيارتي للمستشفى عدة أيام على أمل السماح
> >لي برؤيتها ، حتى فوجئت بوالدها يخبرني بعدم أمكانية
> >رؤية خطيبتي ويجب أن أصرف النظر عن مسألة ارتباطنا لأنها لم تعد قادرة على
> >الزواج، لم أقتنع بهذا الكلام، وثرت عليهم جميعا مطالبا بحقب في رؤية عروسي
> >مهما كان الأمر، فدخلت لرؤيتها وتألمت كثيرا للحالة التي كانت عليها من الوهن
> >والألم، وازداد حزني وقلقي عليها عندما أخذت
> >تتحاشى النظر الي، ووجدتها تردد على مسمعي ما طلبه والدها مني قبل قليل، فطار
> >عقلي من حديثها، وامتلأت عيناي بدموع وأخذت أهذي بكلام
> >لا أعيه.
> >خرجت بعدها مسرعا لحجرة الطبيب المعالج علني أسمع منه ما عجز الجميع((حتى
> >حبيبتي)) عن قوله لي، فأخبرني بالحقيقة المرة وهي أن زوجتي مصابة بسكري لدرجة
> >متقدمة لم ينتبه لها أحد، وأنهم أضطروا لقطع ساقها التي تلفت من مضاعفات
> >المرض، بينما بدأت الساق الأخرى تعاني أيضا
> >وقد تلقى نفس المصير، وأنها قد لا تتمكن من الزواج ليس فقط لحالتها الصحية
> >التي تحتاج لعناية فائقة، وانما أيضا لحالتها النفسية التي قد
> >لا تتكيف بسهولة مع واقع المرض، ورغم كل ما قيل وما حاول الجميع اقناعي به
> >للتخلي من حبيبتي، إلا أنني لم أهتم وزاد اصراري على التمسك بها، فأنا لم أحب
> >فيها الجسد لكي أتركها عندما أعتل، وأمام أصراري على اتمام الزواج بعد خروج
> >حبيبتي من المستشفى، رضخ الجميع بمن فيهم هي لرغبتي بعد أن وصفوني بالجنون
> >لتمسكي بها.
> >وعشت معها ثمانية أشهر قضينا أياما كثيرة منها في التردد على المستشفى، ولكن
> >كانت مشيئة الله قبل ثلاث سنوات بأن تصاب بغيبوبة سكر كانت
> >القاضية، حيث توفيت على سريرها أثر نوبة السكر لم تمهلها لتودعني، فاستيقظت
> >صباحا لاجدها جثة هامدة بعد أن فاضت روحها للخالق عز وجل
> >لذا قررت أن أبقي منزلي وأغراضها كما هي تخليدا لذكراها، فبالرغم من مرور ثلاث
> >سنوات على وفاتها إلا أنني أشعر بأنها معي، فقد منعت أهلي من تغير أي شيء في
> >المنزل كي أراها في كل مكان، وكم تمنيت أن تنجب لي طفلة تكون امتدادا لها،
> >ولكن قدرها سبق أرادتي....
> >
> >تزوج فتاة بعد أن بترت ساقاها، ضاربا عرض الحائط برأي كل من قال له لا أمل في
> >نجاتها بعد أن سرت الغرغرينا في جسدها بسبب مرض السكري، لتموت بعد ثمانية أشهر
> >من الزواج. ولم تقف التضحية عند هذه الصدمة بل وبعد ثلاث سنوات على وفاتها لا
> >يزال يعيش على ذكراها. ثلاث سنوات لم يغير أي شيء في منزلهما حتى مكان فرشاة
> >شعرها.
> >
> >داهم الحب قلب خالد البريء وهو لا يزال مراهقا حين تعلقت مشاعره بابنة الجيران
> >التي تصغره ببضع سنوات، وعلى مر الأيام توطدت مشاعر الود بين القلبين الشابين
> >حتى لم يعد أحد من الجيران وأهل الحي ألا ويعلم بقصة الحب هذه، التي أغضبت أهل
> >الفتاة واستنكروها بشدة، بل وحاربوا الفتى من اجل القضاء عليها، ولكنه لم ييأس
> >أو يستسلم، فتقدم لخطبتها مرارا وتكرار بلا كلل، فيما كان يقابل طلبه في كل
> >مرة بالرفض،وبعد أن تدخل القريب والبعيد من اجل التوسط في هذه المسألة رضخ أهل
> >الفتاة أخيرا لطلبه، ومرت مراسم التجهيز لهذا الزواج سريعا حيث تمت الخطبة
> >وتلت ها عقد القران.
> >
> >وفجأة انقلبت الأمور رأسا على عقب وحدث ما لم يكن في الحسبان، بعد أن اكتشف
> >أهل الفتاة أصابتها بمرض السكري، في مرحلة متقدمة، مما أضطر الأطباء لبتر أحدى
> >ساقيها، وبعدها بشهرين لم يلتئم الجرح وانتقلت الغرغرينا للساق الأخرى، فاجبر
> >الأطباء على بتر ساقها الثانية أنقاذا
> >لحياتها ، وبذلك أصبحت العروس الشابة الجميلة التي كانت تنتظر يوم زفافها
> >لحبيبها بفارغ الصبر، مجرد جسد فتاة مقعدة، عندها طلب أهلها منه
> >
> >أن يطلقها ويبحث عن عروس أخرى، وكان هذا أيضا رأي أهله، لكنه رفض طلبهم
> >واستنكر استهتارهم بمشاعرها، وأصر على إتمام الزواج بعد أن تتعافى، ليتزوجها
> >وهي مقعدة !
> >
> >
> >بداية.. النهاية
> >
> >وللتعرف على المزيد من تفاصيل هذه القصة التقينا خالد وهو شاب في أواخر
> >العشرينات من عمره، موظف ناجح في أحدى الشركات الأستثمارية هادىء الملامح،
> >لطيف الطباع، تغلف صوته الرقيق نبرة حزن مثيرة للأهتمام ، بدأ حديثه معنا –على
> >عكس ماتوقعنا- عن قصته من نهايتها،حيث أختلفت المشاهد وتطورت الأحداث وأختلطت
> >المشاعر وقال:
> >لقد عشت مع من ملكت قلبي وملأت علي حياتي في هذا البيت أجمل أيام عمري، كانت
> >ولا تزال بالنسبة لي الحبيبة، الزوجة،الأم والصديقة بصدقها ورقتها وحنانها
> >وعذوبتها، وقد يقول البعض عني((مجنون)) كوني حريصا على وجودها حتى اليوم، ولم
> >يخطر في بالي قط أن أتزوج بأخرى تشاركها
> >قلبي وحياتي ومستقبلي أيضا، ولهم العذر في ذلك فهم لم يعرفوها كما عرفتها. من
> >أجل ذلك كله تحديت الصعاب في حبي لها وصدمت الجميع بزواجي منها ولم أبال فقد
> >كانت تستحق أكثر من ذلك، ولكن بسبب ظروفها الص حية أختصرنا زفافنا على حفل
> >بسيط في منزل والدي.
> >
> >شهر العسل
> >
> >وبعد أنتهاء حفل زواجنا، طرنا لقضاء شهر العسل في ماليزيا، وساعدنا على الحركة
> >كرسيها المتحرك، وهناك حرصت على تعويضها ما أفتقدته من أنوثتها، وأشعرتها
> >بأنها كأي فتاة تمشي على قدمين فكنا نلعب ونسهر كأي زوجين طبيعين، إلا أن
> >الأمر لم يكن يخلو من بعض الأحراج الذي كنا نواجهه من بعض الفضوليين لغرابة
> >منظرنا كعروسين، خاصة في الأماكن العامة، فكثير من الأحيان كانت تخجل من نفسها
> >في طبيعة علاقتها الخاصة بي كزوج، وكنت أتألم لأ لمها وأنا أحاول إفهامها بأني
> >سعيد بوجودها بقربي وأن مرضها لا يشكل عائقا بالنسبة لي.
> >بعد عودتنا من السفر أستقر بنا العيش في شقتنا التي جهزناها مسبقا، وفضلنا
> >السكن جوار أهلها ت حسبا لأي طارىء قد يحدث لها، ومرت الأيام
> >هادئة وبسيطة، أذهب كل يوم لجامعتي حيث ما أزال طالبا في سنة التخصص، بينما
> >تهتم زوجتي بشؤون المنزل وإعداد الطعام على قدر أستطاعتها وتساعدها على الحركة
> >خادمة وكرسيها المتحرك، ثم تجلس تنتظر عودتي، لقد كانت فتاة مرحة ذكية ومستمعة
> >جيدة لمشاريعي وأحلامي وأحباطاتي، فخورة جدا بي تشجعني وتتوقع لي مستقبلا
> >باهرا في مجال تخصصي، حتى أصبح هاجسي في الحياة أن أصل لما تطمح إليه، وأن لا
> >أخيب آمالها يوما ما، كما كانت رغم المرض تحرص على أرضائي كرجل، تعرف كيف
> >تتجمل له وتتدلل عليه، وهذا للأسف ما يفقده الكثير من النساء الكثير من
> >النساء.
> >بعد مرور عدة أشهر على زواجنا بدأت حالتها الصحية تزداد سوءا، ولم تعد للعلاج
> >قدرة على التخفيف من حدة انتشار المرض في جسدها، ولم يبق لي أمل سوى رحمة
> >الله، ومن ثم الحرص على عدم إصابتها بأي حودث، أما هي فقد أخذت معنوياتها في
> >الأنهيار شيئا فشيا وساءت حالتها النفسية كثيرا حتى أستسلمت تمتما للمرض.<
> >/FONT>
> >وفي أحدى الليالي حدثتني عن القضاء والقدر، والأيمان بالله، وأن غيابها يجب أن
> >لا يؤثر في حياتي ومستقبلي، لقد كانت هادئة ورقيقة كعادتها لكنها كانت حزينة
> >وترفض أن أقاطع حديثها وكأنها تودعني، فطمأنتها أنها بخير وأنني سأظل بجوارها
> >وأحتضنها ونمنا تلك طويلا كأننا لم ننعم بنعمة النوم من قبل، ولكني استيقظت في
> >الصباح التالي وحيدا بينما ظلت هي نائمة في سكون للأبد، لقد ماتت بعد أن
> >داهمتها غيبوبة السكر أثناء نومها فغابت عني.
> >
> >بنت الجيران
> >وعن تفاصيل القصة من بدايتها يسترجع خالد ذكرياته المليئة بالمشاعر والصرعات،
> >قائلا:
> >عشنا وتربينا حتى كبرنا أنا وحبيبتي دائما متلازمين، حيث كانوا جيراننا في نفس
> >الحي المتواضع، كانت تربط بين عائلتينا علاقة صداقة قوية وكأننا أهل،وكنا نحن
> >الصبية والفتيات أطفالا نجتمع يوميا لنلهو ونمرح في أزقة الحي، وعندما كبرنا
> >قليلا وبدات ملامح الرجولة المبكرة تظهرعلى معظمنا، بحكم الدين والعادات
> >والتقاليد التي لم ندرك معناها حينها، ولكن صورة صديقتي الحميمة التي طالما
> >لعبت وضحكت معها لم تغب عن مخيلتي لحظة واحدة، وكثيرا ما كنت أشكو لوالدتي
> >بعقلية الطفل البريء عن اشتياقي لها ورغبتي في العودة للعب معها، ولكنها كانت
> >دائما تفاجئني بقولها أنني كبرت وأصبحت رجلا كما كبرت البنت أيضا، ولم نعد
> >أطفالا لنلهو ونلعب، وهكذا أخذت أتحين الفرص كي أراها أو أتحدث معها كسابق
> >عهدنا، أقف عند باب مدرستها أنتظر خروجها، أتطوع دوما لإيصال أي شيء تريد أمي
> >ارساله لبيتها، أزورهم دوما لأسلم على أخوتها أو أسأل عما يحتاجونهم وأقضي
> >بقية يومي أدور حول بيتهم لعلي أحظى برؤيتها. إني أحبها فعلا هذا ما أدركته
> >بمرور الأيام وازداد اهتمامي بها وشوقي لها، كما كانت هي الأخرى تبادلني نفس
> >الشعور ولكن لم يكن بيدها أن تفعل أي شيء
> >
> >العاشق
> >
> >
> >لم يمض وقت طويل حتى علم الحي بأسره بقصتنا، وأخذ البعض يتغامزون بسخرية علي
> >فيرثون لحال العاشق الولهان الذي سيقتله الفراق، حتى وصلت هذه الأحاديث لمسامع
> >أهلها فثار أهلها وأخوتها على هذا الوضع وشكوا لوالدي أفعالي متهمينني
> >بالاساءة اليهم، كما منعوها من الخروج للمدرسة لفترة طويلة، وهكذا حرمت حتى من
> >محاولة رؤيتها ، ولطالما أنبني أهلي على ذلك، ولكني لم أستطع نسيانها أو مجرد
> >التفكير في الأبتعاد عنها ، وكنت متأكدا من أنها تعاني مثلي فساءت صحتي كثيرا،
> >وأصبحت هزيلا خائر القوى شارد الذهن على الدوام، كما أهملت دراستي ولم أعد
> >أخرج للقاء أصدقائي أو أهتم باحتياجات أسرتي، ولما طال بي الوقت على هذه
> >الحالة أشفقت علي والدتي، واقترحت علي أن نتقدم لخطبة حبيبتي،
> >حينها فقط دبت الحياة في جسدي من جديد وعاد ا لأمل في لقائها يتجدد بداخلي،
> >وبالفعل تقدمت لأسرتها أطلب الزواج منها ولكنهم صدموني برفضهم هذا الزواج،
> >فعلى حد قولهم كيف يزوجون ابنتهم يشاب مستهتر مثلي لا يراعي حرمات الجار ولا
> >يخجل من ملاحقة ابنتهم في كل مكان؟ بل هددوا بضربي لو تعرضت لهم ثانية أو
> >حاولت الاتصال بها، ومع ذلك لم أيأس أبدا وعدت لتكرار طلبي مرارا كما توسط لي
> >عندهم العديد من كبار العائلة والأصدقاء حتى جاءت الموافقة وعقدنا القران،
> >وكدت أجن من فرط سعادتي، فها أنا سأجتمع أخيرا بحبيبة العمر.
> >
> >في المستشفى
> >وفي أحد الأيام فوجئت بشقيق خطيبتي يخبرني بأنها مريضة وقد أغمى عليها وتم
> >نقلها للمستشفى،عندها جن جنوني وطرت مسرعا للمستشفى،
> >وقد شل تفكيري وكاد قلبي يتوقف عن النبض، وعندما وصلت منعوني من رؤيتها بزعم
> >أن حالتها لا تسمح بذالك، فأخذت أسأل الجميع عما أصابها،
> >ولكني لم أحصل على جواب شاف، وتكررت زيارتي للمستشفى عدة أيام على أمل السماح
> >لي برؤيتها ، حتى فوجئت بوالدها يخبرني بعدم أمكانية
> >رؤية خطيبتي ويجب أن أصرف النظر عن مسألة ارتباطنا لأنها لم تعد قادرة على
> >الزواج، لم أقتنع بهذا الكلام، وثرت عليهم جميعا مطالبا بحقب في رؤية عروسي
> >مهما كان الأمر، فدخلت لرؤيتها وتألمت كثيرا للحالة التي كانت عليها من الوهن
> >والألم، وازداد حزني وقلقي عليها عندما أخذت
> >تتحاشى النظر الي، ووجدتها تردد على مسمعي ما طلبه والدها مني قبل قليل، فطار
> >عقلي من حديثها، وامتلأت عيناي بدموع وأخذت أهذي بكلام
> >لا أعيه.
> >خرجت بعدها مسرعا لحجرة الطبيب المعالج علني أسمع منه ما عجز الجميع((حتى
> >حبيبتي)) عن قوله لي، فأخبرني بالحقيقة المرة وهي أن زوجتي مصابة بسكري لدرجة
> >متقدمة لم ينتبه لها أحد، وأنهم أضطروا لقطع ساقها التي تلفت من مضاعفات
> >المرض، بينما بدأت الساق الأخرى تعاني أيضا
> >وقد تلقى نفس المصير، وأنها قد لا تتمكن من الزواج ليس فقط لحالتها الصحية
> >التي تحتاج لعناية فائقة، وانما أيضا لحالتها النفسية التي قد
> >لا تتكيف بسهولة مع واقع المرض، ورغم كل ما قيل وما حاول الجميع اقناعي به
> >للتخلي من حبيبتي، إلا أنني لم أهتم وزاد اصراري على التمسك بها، فأنا لم أحب
> >فيها الجسد لكي أتركها عندما أعتل، وأمام أصراري على اتمام الزواج بعد خروج
> >حبيبتي من المستشفى، رضخ الجميع بمن فيهم هي لرغبتي بعد أن وصفوني بالجنون
> >لتمسكي بها.
> >وعشت معها ثمانية أشهر قضينا أياما كثيرة منها في التردد على المستشفى، ولكن
> >كانت مشيئة الله قبل ثلاث سنوات بأن تصاب بغيبوبة سكر كانت
> >القاضية، حيث توفيت على سريرها أثر نوبة السكر لم تمهلها لتودعني، فاستيقظت
> >صباحا لاجدها جثة هامدة بعد أن فاضت روحها للخالق عز وجل
> >لذا قررت أن أبقي منزلي وأغراضها كما هي تخليدا لذكراها، فبالرغم من مرور ثلاث
> >سنوات على وفاتها إلا أنني أشعر بأنها معي، فقد منعت أهلي من تغير أي شيء في
> >المنزل كي أراها في كل مكان، وكم تمنيت أن تنجب لي طفلة تكون امتدادا لها،
> >ولكن قدرها سبق أرادتي....
> >
جوري- المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 24/02/2008
رد: الحب الصادق.......
قصة تحمل كتلة من الاحاسيس
والحب الصادق ،،،
الي صارت قليلة في زماننا هذا
مشكورررررررررررر جوري ع الموضوع
الغاوي ،، تقبلي مروري
أخوك
عماااري[b]
عماااري- رئيس المنتدى
- المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 23/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى